تركيا في يورو 2024: دعم جماهيري كبير وتألق نجوم شابة
امتلاء “الجدار الأصفر” الشهير في دورتموند، وهو مدرج يتسع لـ 25 ألف مشجع متحمس، ببحر من اللون الأحمر خلال مباراة تركيا الافتتاحية في يورو 2024 ضد جورجيا. قدمت ألمانيا، التي تضم عددًا كبيرًا من السكان الأتراك، خاصة في منطقة الرور المحيطة بدورتموند، ميزة اللعب شبه على أرضها للفريق التركي. ولد خمسة أعضاء من المنتخب التركي، بمن فيهم لاعب خط الوسط كان أيهان، في ألمانيا، مما عزز الصلة أكثر.
كان الجو كهربائيًا، حيث هيمن المشجعون الأتراك على الملعب وخلقوا ضجيجًا يصم الآذان. حتى قبل انطلاق المباراة، كانت الطاقة محسوسة، مع توجيه صيحات الاستهجان إلى التشكيلة الأساسية الجورجية. ومع ذلك، أدى هذا الدعم المتحمس أيضًا إلى بعض الحوادث السلبية، بما في ذلك المشاجرات بين الجماهير وزجاجات ألقيت على لاعبي جورجيا أثناء تنفيذ الركلات الركنية.
دخلت تركيا البطولة بتوقعات عالية، حيث اعتبرت من المنافسين الأقوياء. كانت عروضهم السابقة في بطولة أوروبا مخيبة للآمال، بما في ذلك خسارة المباريات الافتتاحية في البطولات الخمس الماضية. هذا العام، بمواجهة جورجيا، الفريق الأقل تصنيفًا، كانت الآمال كبيرة في بداية قوية. يضم فريق تركيا الشاب، ثاني أصغر فريق في بطولة أوروبا، مواهب واعدة مثل أردا غولر لاعب ريال مدريد و كنان يلدز لاعب يوفنتوس.
أشعلت تسديدة ميرت مولدور الرائعة في الزاوية العليا، والتي قد تكون هدفًا مرشحًا لجائزة أفضل هدف في البطولة، حماس الجماهير التركية. في حين تم إلغاء هدف لاحق سجله يلدز بواسطة تقنية الفيديو (VAR)، إلا أن الزخم بقي مع تركيا.
مع ذلك، ردت جورجيا بهدف رائع من جورجس ميكوتادزي، بمساعدة من جيورجي كوتشوروشفيلي. على الرغم من كونهم الطرف الأقل حظًا، إلا أن صلابة دفاع جورجيا وقوة نجمها خفيتشا كفاراتسخيليا شكلت تحديًا لتركيا.
في النهاية، كسر تألق غولر الجمود، بتسديدة ملتفة في الزاوية العليا، مظهرًا موهبته الاستثنائية. هدف كرم أكتورك أوغلو في الدقائق الأخيرة من هجمة مرتدة حسم الفوز لتركيا، وأرسل ملعب فيستفالن في حالة من الجنون. كانت لدى جورجيا فرصها، حتى أنها أصابت القائم في الوقت بدل الضائع، لكن نجوم تركيا الشباب ودعمهم الجماهيري المتحمس أثبتا أنهما حاسمان.
أظهر أردا غولر، على الرغم من دقائقه المحدودة في ريال مدريد، براعته في التهديف، حيث بلغ متوسطه هدفًا تقريبًا كل ساعة في الدوري الإسباني. اختار كنان يلدز، المولود في ألمانيا، تمثيل تركيا وسجل حتى ضد ألمانيا في مباراة سابقة. هذه المواهب الشابة، إلى جانب الدعم المتحمس للجماهير التركية في ألمانيا، يمكن أن تدفع تركيا إلى حملة ناجحة في يورو 2024.
اعتبرت مباراة تركيا الافتتاحية ضد جورجيا، الفريق الأقل تصنيفًا في البطولة، فرصة حاسمة لكسر نمط بداياتهم السيئة في البطولات الأوروبية. جاء تأهل جورجيا من خلال الفوز بركلات الترجيح على اليونان في تصفيات دوري الأمم الأوروبية، مما يسلط الضوء على وضعهم كطرف غير مرشح. سيكون أداء النجوم الشباب مثل يلدز وغولر أمرًا بالغ الأهمية لنجاح تركيا.