هل حد الـ 30 يورو شامل الضريبة؟

  • فبراير 12, 2025
  • by 

هل حد الـ 30 يورو شامل الضريبة؟

قامت تركيا مؤخرًا بتعديل لوائحها الجمركية، وخفضت الحد المعفى من الضرائب للمشتريات الفردية من الخارج عبر خدمات البريد السريع أو البريد العادي من 150 يورو إلى 30 يورو. بدأ سريان هذا التغيير في 21 أغسطس، مما يثير التساؤل: “هل حد الـ 30 يورو شامل الضريبة؟”. الإجابة هي لا. ينطبق حد الـ 30 يورو على قيمة البضائع قبل تطبيق الضرائب والرسوم. هذا يعني أن أي منتج يتجاوز هذا الحد، حتى ولو بمبلغ صغير، سيخضع لرسوم الاستيراد وربما ضرائب أخرى مثل ضريبة القيمة المضافة.

يؤثر هذا التنظيم الجديد على المتسوقين عبر الإنترنت الذين يشترون سلعًا من خارج الاتحاد الأوروبي. بالنسبة للمنتجات القادمة من دول الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الرسوم الجمركية من 20٪ إلى 30٪. بالنسبة للسلع من دول خارج الاتحاد الأوروبي، قفزت الرسوم من 30٪ إلى 60٪. هذه الزيادة الكبيرة تضاعف فعليًا العبء الضريبي على العديد من السلع المستوردة. على سبيل المثال، كان منتج بقيمة 100 ليرة (قبل الضريبة) من دولة خارج الاتحاد الأوروبي يخضع سابقًا لرسوم جمركية قدرها 30 ليرة. الآن، يواجه نفس المنتج رسومًا قدرها 60 ليرة، بزيادة قدرها 100٪.

يستثني هذا التغيير المشتريات التي تتم من المتاجر الفعلية داخل تركيا، حيث إنها تخضع بالفعل للوائح الاستيراد القياسية. كما أنه يستهدف على وجه التحديد المستهلكين الأفراد، باستثناء مشتريات الشركات من الإعفاء الضريبي. يهدف هذا التمييز إلى منع الشركات من استغلال الحد الأدنى للأغراض التجارية. الهدف المعلن للحكومة هو حماية المنتجين المحليين وتوليد إيرادات للخزانة. ومع ذلك، يعتقد بعض المحللين أن الهدف الأساسي هو توليد الإيرادات.

تأثير ذلك على المستهلكين كبير. تواجه سلعة بقيمة 100 ليرة من خارج الاتحاد الأوروبي، تخضع لضريبة قيمة مضافة بنسبة 20٪، الآن 92 ليرة إضافية من الضرائب والرسوم (60 ليرة رسوم جمركية بالإضافة إلى 32 ليرة ضريبة قيمة مضافة). هذا يضاعف فعليًا تكلفة المنتج. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي رسوم التخليص الجمركي ورسوم الطوابع إلى زيادة السعر النهائي.

في حين أن الشركات الدولية الكبيرة مثل نايكي، التي أوقفت المبيعات عبر الإنترنت إلى تركيا بعد الإعلان، قد تعدل أسعارها أو لوجستياتها لتخفيف التأثير على المستهلكين، إلا أن الشركات الصغيرة والبائعين الأفراد قد يجدون صعوبة في التكيف. لا تزال العواقب طويلة المدى على سلوك المستهلك والتجارة الإلكترونية عبر الحدود غير واضحة. قد يستمر بعض المستهلكين في شراء سلع من الخارج بسبب انخفاض الأسعار الدولية أو عادات الشراء الراسخة.

أفادت وزارة التجارة التركية أنه في عام 2023، شكل الإنفاق المحلي 93.37٪ من معاملات التجارة الإلكترونية. مثلت المشتريات عبر الحدود من قبل المواطنين الأتراك 3.75٪ فقط من السوق. ومع ذلك، قد يؤدي هذا التنظيم الجديد إلى تغيير هذه الأرقام بشكل كبير، مما قد يدفع المستهلكين نحو تجار التجزئة المحليين أو يشجع قنوات الشراء غير الرسمية وغير الخاضعة للضريبة.

يستهدف التنظيم الجديد على وجه التحديد السلع المشتراة من خلال خدمات البريد السريع والبريد الدولي، مما يؤثر على المستهلكين الأفراد الذين يقومون بمشتريات عبر الإنترنت من الخارج. يهدف هذا إلى الحد من التهرب الضريبي وتوليد إيرادات لخزانة الدولة. لا ينطبق القانون على السلع المشتراة من المتاجر الفعلية داخل تركيا أو التي يجلبها المسافرون ضمن حدود البدل الشخصي.

أدى التغيير المفاجئ في اللوائح إلى قيام بعض الشركات الدولية، مثل نايكي، بتعليق المبيعات عبر الإنترنت إلى تركيا، مما يبرز الاضطراب المحتمل في الممارسات التجارية الراسخة ووصول المستهلكين إلى السلع الأجنبية. لا تزال الآثار الاقتصادية طويلة المدى للسياسة الجديدة قيد التقييم.

Make a comment

Your email adress will not be published. Required field are marked*